Sunday, December 29, 2013

مغامرات پرودنتشية: قصة فانتازيا خيالية

كان يا مكان في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان، كانت الأرض في حال سلام و أمان.

منذ أيام الماضي السحيق، تعايشت جميع الكائنات تحت إطار تقبل وجود الآخر بلا خوف و لا مهابة. حدد الميثاق المشترك أهمية التآخي و المصالح المشتركة و التساوي تحت ظل القانون. كان معشر الإلفيين (Elves) يقطنون في بلاد ما وراء الجبل حيث يحكمهم ملك عادل يدعى گالاڤانت العظيم Galavant the Great. ربطتهم علاقة ودية بالأقزام ساكني جبل آلاباستر و كذلك جنس البشر المتبعثرين في عشرة ممالك متفرقة. فترة الدمار الوحيدة أتت نتيجة إشاعة مغرضة مفادها أن خمسة من الملوك متآمرين على الخمسة الاخرين للقضاء عليهم و اغتصاب بلادهم . بعد حروب طاحنة دامت مئات السنين و قضى فيها الملايين نحبهم من ضمنهم ثلاثة من الملوك، اجتمع الإلفيين و الأقزام مع السحرة البيض لإحلال السلام و نفخ القليل من المنطق في عقول الأطراف المتبارزة. تم توقيع معاهدة سلام على مضض لمجرد حقن الدماء، لكن شرارة الحرب قد تشعل القتال مرة أخرى.

في فترة السلام النسبي بعد الحرب، لم ينتبه أي أحد إلى مصدر الإشاعات الفتاكة. خلف الكواليس يسير مخطط عنجهي للسيطرة على العالم…





في القارة الشرقية التي تبعد آلاف الأميال عن مركز عالم پرودنتيا Prudentia المفعم بالحياة، انتشرت ظلمة غير طبيعية تصيب من يمسها بكآبة و غمامة ليست لها مثيل. إنها الأراضي الملعونة التي تُروى عنها حكايات، قصص تنتقل جيلاً عن جيل من الأمهات لترويع أطفالهن قبل وقت النوم.

من ضمن التضاريس قمم الجبل الشرقي. تحت سفح أعلى قمة تقبع المغارة الحمراء متوشحة بالظلمات حينما جلس الساحر الأسود مغول على عرشه القذر. مدة جلوسه طالت مئتي عام صرفها في الإنتظار و التدبر.

دخل عليه إحدى أتباعه مبشراً بخبر من العاصمة كان ينتظره منذ فترة.

أطلق مغول قهقهة شريرة فور سماع الخبر و اشتعلت شرارة الخبث في عينيه.

"قد قاربت خطتي على جني ثمارها!" قال مغول بصوت أجش و جهوري.

"تحقيق النبوءة يلوح في الأفق. قبيل آخر يوم من احتفالات ذكرى سقوط رأس أول ملوك برودنتيا، ستظهر علامة في السماء تبوء بلحظة نصرنا!"

قام مغول ممسكاً عصاته المكونة من عظام خصومه و مقبضها جمجمة مبتسمة. مشى بخطى بطيئة نحو مدخل المغارة مطلاً على الضوء الأحمر الناتج عن قدوم فجر ذلك اليوم.

"سأسحق كل من يقف في طريقي. لن يمنعني أحد من الاستيلاء عن العالم!" قال بنبرة متدرجة في علوها ختمها بأقوى ضحكة شريرة قد تقع على الآذان.



صاح الديك ذات يوم و أطلت الشمس بأشعتها من خلال النافذة مداعبةً وجه دنڤر. كانت الساعة السادسة صباحاً و فتح عينيه ببطء و صعوبة. تذكر بأن عليه النهوض و الذهاب للعمل، لكن ابتسامة ارتسمت فوق وجهه عندما أدرك أن هناك مواقف حياتية أوكووردية جديدة تنتظره اليوم. دار إلى هاتفه الخليوي ليفتح پاث و يخبر معجبيه بقيامه من النوم.



على بعد خمسين ميلاً، كان حرزتش يتناول وجبة الفطور في منزله قبل ذهابه الى العمل. إنها آخر أيام وجوده بذلك المكتب قبل تهجيره لمنطقة بعيدة لمدة عام. الرجل بحاجة لمغامرة جديدة تبعث في روحه الحياة مرة أخرى. بعد تقمصه لشخصية راپر و القيام بمكالمات هاتفية مازحة مضحكاً كل من حوله، حرزتش أراد خوض تجربة تعزز خياله الجامح.



في بلاد أخرى، كان جاش على وشك النوم بعد أن قضى اليوم الفائت و هو يتدرب على الفنون القتالية.

"شغلك ممتاز،" قال المدرب بعد منازلته على الحلبة. "عندك روح مقاتل و كل اللي شفته منك عجبني. كمل اللي قاعد تسويه."

عاد المنزل و قام برحلة بحث عن الهاتف المثالي بعد أن سأله نيلسون عن أفضل جهاز في السوق كون هاتفه يتهالك. بعث في مواقع سامسونج و اتش تي سي، لكن رجل الرمال لا يرحم و غالبه النوم في النهاية راقداً فوق لوحة المفاتيح.



كان الوقت بعد الظهر في الطرف الآخر من العالم حيث تمرن كالي على الأداء الصوتي. في جعبته الكثير من الأفكار و أراد إطلاق العنان للموهبة المكبوتة. كل هذا في جهد للمماطلة و تأخير إتمام أعماله المدرسية. كان يعلم بأن مصيره يكمن في مكان آخر.



نيلسون في منزله معداً العدة لكتابة رواية أسطورية يهم في نشرها يوم من الأيام. الأفكار متعددة و مربكة. ماذا سيضيف و ماذا سيترك؟ لم يريد أن يترك تفاصيل قد تكون مهمة، لكنه لا يود الإكثار منها و يغمر القارئ. في النهاية استسلم لبلادة دماغه و قرر اللعب على الإكس بوكس ٣٦٠ الخاصة به.



سارت سيارة دنڤر إلى مقر عمله بعد إتمام طقوس النهوض من النوم و الترويح عن النفس. صدحت موسيقى كالڤن هاريس بصوت عالي و قلقل دنڤر رأسه بمحاذاة الإيقاع و كانت النوافذ مفتوحة لكي يدع صوت أغانيه يتنفس و ليعرف الناس على جبروت هذا الألبوم. أخرج هاتفه ليدخل على پاث و يلتقط صورة للجو الممطر نادر الحدوث في هذه المنطقة. لكنه لم يستمع لعقله الباطن الذي أنذره بأنها فكرة سيئة، و لم ينتبه أنه كان يحيد عن الطريق بشكل مقلق.

 كانت السيارة في المسار الأيسر و مالت إلى اليمين و قاربت على الاصطدام بمركبة اخرى. زمر سائق تلك المركبة مفزعاً دنڤر الذي رمى هاتفه و أدار المقود إلى اليسار لتفادي حادث. طار الهاتف خارج السيارة و لعن دنڤر حظه إذ لم تكن المرة الأولى التي يفقد فيها هاتفاً في نفس الظروف. انزاحت سيارته يساراً و دخلت إلى الجانب الآخر من الطريق حيث تسير المركبات في الإتجاه المعاكس.

استطاع تفادي سيارتين لكنه انحصر امام شاحنة مارقة زمرت عليه و ضغطت المكابح بشدة لم تكفي لايقافها. حاول دنڤر أن يماثل تلك الفعلة دون فكانت السيارة ستصطدم بالشاحنة لا محالة. تنمل دماغه و تذكر مقتطفات أوكووردية من حياته قبل هلاكه المحتوم.

في الثانية الحرجة قبل لحظة الارتطام، ظهرت بوابة زرقاء في مقعد دنڤر و ابتلعته قبل أن تنفجر السيارة في مشهد ناري مهيب.



لم يكن مقر عمل حرزتش مثالياً، لكنه أفضل من غيره. مع ذلك، شخصية معينة كانت تتنفس في فضائه و تقض مضجعه. لمدة عام كامل، كان جاسم النموذج المثالي للموظف الغير كفؤ و الذي لو لم تكن عائلته ذات نفوذ و قوة لما كان في منصبه الغير مستحق.

بلغ السيل الزبى مع حرزتش إذ لم يكتفي جاسم بإتلاف صانعة القهوة و حسب ذلك، فقد ناداه إلى مكتبه نصف ساعة قبل استراحة الغداء. كان ينتظرها بشوق لكي يبتعد عن وجهه قليلاً و لأنه يشعر بجوع سافر فقد كانت معدته تئن بطريقة مرعبة.

"هلا جاسم. كيفك اليوم؟" قال حرزتش بانتعاض شديد.

"الحمد لله. بس ناديتك لأني أحتاجك في خدمة موب بسيطة،" رد جاسم.

بدأ بطن حرزتش يئن بشدة أكبر.

"تفضل طال عمرك،" قال حرزتش بابتسامة مزيفة. "آمر."

"شي جميل أنا كنت خايف أنك تتضايق پوتنشلي،" أكمل جاسم حديثه. "بس أحتاج منك تقرير انتاج تسلمه لنائبي نهاية الدوام و لازم ما تاخذ بريك غدا."

"طال عمرك، مو هذي مسؤوليتك لكن؟" سأله حرزتش.

"إيه لكن عندي درس غولف ما يحتمل التأجيل لأنه تايغر وودز بكبره جايبينه عشاني"

انكسر شيء في دماغه و فقد أي مبالاة كان قد حافظ عليها خلال سنوات تحمله لجاسم. قرر أن يعبر عما يدور في خلجه، و قرر أن يعبر عن مشاعره بأقذع الأوصاف.

"شوف يا إبن الـ—"

انفتحت الأرض على شاكلة بوابة زرقاء و سحبته قبل أن يتيح لجاسم فرصة طرده من العمل.



قام كالي من على كرسيه ليحضر لنفسه وجبة غداء نباتية بعد أن أنهى تسجيل كتاب صوتي من تأليف علي الوردي. فتح باب الثلاجة و تفاجأ ببوابة زرقاء تجرفه إلى اللامعروف.



سحق نيلسون غريمه في مباراة هوكي جليد على الإنترنت بنتيجة ١٠-٠ و أبدل تلك اللعبة بسيد الخواتم حيث كان يلعب برام سهام.

بعد قتله ثلة من الأوركس على هضبة رملية، دارت شخصية الرامي مطلة خارج الشاشة، مرعبةً نيلسون.

"هل أنت مستعد للمغامرة؟" قال الرامي.

قبل أن يبدي نيلسون أي ردة فعل، ظهرت بوابة زرقاء تاركة فراغ و هواء على الأريكة التي كان جالساً عليها.



استيقظ جاش من النوم بعد هجوع مطول. كان يحلم بأنه يقاتل عشرة من النينجا بغابة يابانية خضراء مكتسية بالثلوج. حلمه كان هانئ لأنه تمكن من تحطيم أضلاع جميعم بالإضافة إلى أعضاء أخرى.

لكن يقظته كانت على عكس الهناء.

"قوم يا جاش قوم!" صرخ صوت كأنه صوت دنڤر. لكنه من سابع المستحيلات فقد كان دنڤر في دولة أخرى.

"أنا دنڤر قوم يا ابن الحلال بنموت!"

استفاق جاش عندما انطلقت غريزة النجاة فيه و حرك رجليه تلقائياً كونه يثق في رفيقه دنڤر.

بدأت الغشاوة تنقشع من عينيه و انتبه انهم في ادغال حارة و كان ينهال عليهم وابل من الأسهم من بين الأشجار. لا يستطيعون رؤية من يريد إصابتهم في مقتل، لكنهم أحسنوا صنيعاً حالياً في تفادي الإصابة.

لم يلبثوا و أن نال منهم الإنهاك و تعرقل دنڤر واقعاً على أرض موحلة، ملوياً كاحله. توقف معه جاش ليتفقد أمره.

"اتركني و إمشي لا تموت!" أمره دنڤر.

"ما في أمل،" رد عليه بإصرار و منتبهاً لاقتراب المخلوقات البائسة منهم. "أموت و لا أتركك."

كانوا يشبهون القردة لكنهم متوشحين بعباءات بنية و يمشون على رجلين. اقتربوا منهم ببطء ممسكين بأقواسهم و موجهين أسهمهم على الفتيين. استدار لهم جاش و قد تفجر غضبه عليهم.

"تعالوا يا كلاب و الله لأمصع رقابكم واحد واحد!"

أطلق زعيمهم سهماً، لكنه ما لبث و ان التف على راميه بسبب هالة بيضاء غطت الغابة و أطارت جميع المخلوقات. طهرت الغابة و تركت دنڤر و جاش الذين أعماهم البياض الناصع.

كانت وجوههم تولي الأرض لتفادي ضرر دائم لنظرهم عندما حملهم شيء ما واحداً في كل ذراع.

"فلنفر قبل أن يأتي المزيد منهم،" قال الغريب الطويل الذي باشر بالركض.

"من أنت؟" سأله دنڤر. "و وين احنا؟"

نظر إلى الأعلى و رأى وجه شديد و سموح في نفس الوقت.

"أنا المَيج (الساحر) الأبيض گاردالان و نحن في غابة شاندالا الإستوائية بشمال القارة."

"يعني شمال…آسيا؟" سأله جاش.

"أنتم في عالمنا الآن،" أردف گاردالان. "مرحباً بكم في پرودنتيا."

No comments:

Post a Comment