تهيأ لي أنه يجب أن أخبركم أنني أكرهه.
وهنا لا أقصد كراهية كمن يكره وضع الصلصة الحارة في طعامه، بل إنني أكرهه كره العمى. أكرهه كره المجاعات في أفريقيا. دمائي تغلي في الأوردة والشرايين كبركان هائج على مشارف الثوران كلما أتذكر أنه موجود ويستنشق نفس الهواء الذي نتنفسه. إلا أن رئتيه العفنتين تدنس الهواء الذي نشمه.
وددت لو أجعله يشم شيء آخر.
إن هذا المخلوق يهدد أعز الناس إلى قلبي، وهذا ما يوقد الحقد الذي أحمله تجاهه في قلبي. أراد أن يصيبني في مقتل، ولكن لا يمكن أن أستسلم له ولن أضحي بأحدٍ من أصحابي مهما نبح هذا الكلب.
في النهاية، المواجهة الحتمية ستكون بيني و بينه. سأموت قبل أن أدعه ينتصر.
وبذلك، وأنا أقف خلف الباب الذي سيحدد مصيري ومصير أعزائي، ممسكًا عصاة فتاكة، أخذت نفسًا طويلًا ثم فتحت الباب لأواجه قدري.
استقبلت مكالمة ذات ليلة. كنت على وشك النوم عندما رأيت النور يسطع من هاتفي الذي كان في وضع صامت. في العادة أتفادى المكالمات بعد منتصف الليل، ولكن خالجني شعور أن هذه المكالمة قد تكون مهمة. الاسم الوامض على الهاتف كان مألوفًا لي وتيقنت أنه لن يتصل إلا من أجل شيء مهم.
"ألو؟"
"آسف على الاتصال في هذا الوقت المتأخر، لكنني بحاجة إلى مساعدتك العاجلة."
كان صديقي ماهر على الطرف الآخر من المكالمة. سهرت معه للتو قبل ليلتين ومعنا ثلة من أصدقائه، من ضمنهم عشيقته رانيا.
"مرحبًا يا ماهر. ما الخطب؟"
اضطر أن يغادر إلى بلدة على بعد أربع ساعات بالسيارة حيث يعيش أهله من أجل طارئ عائلي.
"كنت على الهاتف مع رانيا عندما قالت إن أحدًا ما يطرق الباب وانقطعت المكالمة بعدها بثوان. حاولت الاتصال وإرسال رسائل قصيرة بلا جدوى."
تذكرت حينها أن رانيا لوحدها، فقد كان بقية أفراد مجموعتنا على سفر وكنت معها في الحانة ليلة البارحة.
"هل تمزح؟ ماذا عن زملائها في العمل؟"
"لا أملك أرقام هواتفهم."
كنا نحتسي الجعة عندما أثار انتباهها شخص ما. اهتزت يدها الضئيلة الممسكة بالكأس الباردة، محاولة قدر المستطاع أن تبدو هادئة بلا نجاح.
"حسنًا، سأذهب إلى شقتكم لأتفقد الأمر. أين أنت؟"
حاولت أن أسألها عمّا كان يضايقها لكنها تجنبت الحديث عن مشاعرها ولم أرد أن أضغط عليها.
"أنهِ جعتك و لنمضِ في طريقنا. إنني أشعر بوعكة مفاجئة"، قالت قبل أن تتجه إلى دورة المياه.
أعدتها إلى منزلها من دون أن تبادر بما كان يشغل بالها.
"أنا في سيارتي عائد إلى الشقة. اذهب لتتحرى الأمر فأنا قلق جدًا."
اقشعر بدني وكأنما انتشر قلقه إليَّ عبر سماعة الهاتف.
"اتصلت بدانيال وأيقظته من النوم وسيكون معك خلال ساعتين."
لم أكن أعرف ما إن كان ماهر يعرف عن ذلك الشخص المشبوه في الحانة أم لا ولم أرغب في إثارة قلقه أكثر من ذلك.
"سأذهب الآن و سأتصل بك لاحقًا."
أنهيت المكالمة وشعرت بطاقة مفاجئة نتيجة حقنة أدرينالينية من جراء القلق. أبدلت ملابسي بسرعة وركضت نحو السيارة محاولًا طرد جميع الأفكار المقيتة التي أحاطت بتفكيري كجيش كاسر لا مفر منه.
كل ما تمنيته هو أن أصل قبل فوات الأوان.
وصلت إلى موقف السيارات أمام البناية وركنت مركبتي. حاولت أن أجمع كل طاقتي لأواجه ما لم أواجه مثله قط. خففت سرعة أنفاسي فقد كنت أستنشق الهواء بسرعة من شدة القلق الذي باغتني.
لن أخذل رانيا وماهر وقت حاجتهم لي. وطول هذه المدة لم أستطع منع نفسي من الندم على عدم سؤال رانيا عن ذلك المعتوه في الحانة. فقد أدركت أنه ربما لحق بنا تلك الليلة لمعرفة مكان سكنها وأراد أن يؤذيها. كان ينبغي لي أن أنتبه أكثر. لن أغفر لنفسي إن حدث لها مكروه.
ترجلت من مركبتي ممسكًا عصاة أحضرتها معي في حال حاجتي لها. صعدت السلالم بسرعة متأنية. فات وقت الندم وقد حان وقت التصرف.
كما قد خشيت، فقد كان الباب مغلقًا لكنه غير مقفل. لاحظت علامات اقتحام لأن قِطَعًا من الباب كانت ملقاة على الأرض.
فتحت الباب ببطء شديد لكي لا يصدر صريرًا مزعجًا، ولكن نبضات قلبي تسارعت وشعرت أن المبنى بأسره يسمعها.
عبرت صالة الجلوس وتوقفت عند الجدار قبل الباب الثالث على اليمين المؤدي لغرفة رانيا.
أطلت برأسي لكي أخطف نظرة سريعة، وما رأيته سيظل هاجسًا يراودني للأبد.
وهنا لا أقصد كراهية كمن يكره وضع الصلصة الحارة في طعامه، بل إنني أكرهه كره العمى. أكرهه كره المجاعات في أفريقيا. دمائي تغلي في الأوردة والشرايين كبركان هائج على مشارف الثوران كلما أتذكر أنه موجود ويستنشق نفس الهواء الذي نتنفسه. إلا أن رئتيه العفنتين تدنس الهواء الذي نشمه.
وددت لو أجعله يشم شيء آخر.
إن هذا المخلوق يهدد أعز الناس إلى قلبي، وهذا ما يوقد الحقد الذي أحمله تجاهه في قلبي. أراد أن يصيبني في مقتل، ولكن لا يمكن أن أستسلم له ولن أضحي بأحدٍ من أصحابي مهما نبح هذا الكلب.
في النهاية، المواجهة الحتمية ستكون بيني و بينه. سأموت قبل أن أدعه ينتصر.
وبذلك، وأنا أقف خلف الباب الذي سيحدد مصيري ومصير أعزائي، ممسكًا عصاة فتاكة، أخذت نفسًا طويلًا ثم فتحت الباب لأواجه قدري.
استقبلت مكالمة ذات ليلة. كنت على وشك النوم عندما رأيت النور يسطع من هاتفي الذي كان في وضع صامت. في العادة أتفادى المكالمات بعد منتصف الليل، ولكن خالجني شعور أن هذه المكالمة قد تكون مهمة. الاسم الوامض على الهاتف كان مألوفًا لي وتيقنت أنه لن يتصل إلا من أجل شيء مهم.
"ألو؟"
"آسف على الاتصال في هذا الوقت المتأخر، لكنني بحاجة إلى مساعدتك العاجلة."
كان صديقي ماهر على الطرف الآخر من المكالمة. سهرت معه للتو قبل ليلتين ومعنا ثلة من أصدقائه، من ضمنهم عشيقته رانيا.
"مرحبًا يا ماهر. ما الخطب؟"
اضطر أن يغادر إلى بلدة على بعد أربع ساعات بالسيارة حيث يعيش أهله من أجل طارئ عائلي.
"كنت على الهاتف مع رانيا عندما قالت إن أحدًا ما يطرق الباب وانقطعت المكالمة بعدها بثوان. حاولت الاتصال وإرسال رسائل قصيرة بلا جدوى."
تذكرت حينها أن رانيا لوحدها، فقد كان بقية أفراد مجموعتنا على سفر وكنت معها في الحانة ليلة البارحة.
"هل تمزح؟ ماذا عن زملائها في العمل؟"
"لا أملك أرقام هواتفهم."
كنا نحتسي الجعة عندما أثار انتباهها شخص ما. اهتزت يدها الضئيلة الممسكة بالكأس الباردة، محاولة قدر المستطاع أن تبدو هادئة بلا نجاح.
"حسنًا، سأذهب إلى شقتكم لأتفقد الأمر. أين أنت؟"
حاولت أن أسألها عمّا كان يضايقها لكنها تجنبت الحديث عن مشاعرها ولم أرد أن أضغط عليها.
"أنهِ جعتك و لنمضِ في طريقنا. إنني أشعر بوعكة مفاجئة"، قالت قبل أن تتجه إلى دورة المياه.
أعدتها إلى منزلها من دون أن تبادر بما كان يشغل بالها.
"أنا في سيارتي عائد إلى الشقة. اذهب لتتحرى الأمر فأنا قلق جدًا."
اقشعر بدني وكأنما انتشر قلقه إليَّ عبر سماعة الهاتف.
"اتصلت بدانيال وأيقظته من النوم وسيكون معك خلال ساعتين."
لم أكن أعرف ما إن كان ماهر يعرف عن ذلك الشخص المشبوه في الحانة أم لا ولم أرغب في إثارة قلقه أكثر من ذلك.
"سأذهب الآن و سأتصل بك لاحقًا."
أنهيت المكالمة وشعرت بطاقة مفاجئة نتيجة حقنة أدرينالينية من جراء القلق. أبدلت ملابسي بسرعة وركضت نحو السيارة محاولًا طرد جميع الأفكار المقيتة التي أحاطت بتفكيري كجيش كاسر لا مفر منه.
كل ما تمنيته هو أن أصل قبل فوات الأوان.
وصلت إلى موقف السيارات أمام البناية وركنت مركبتي. حاولت أن أجمع كل طاقتي لأواجه ما لم أواجه مثله قط. خففت سرعة أنفاسي فقد كنت أستنشق الهواء بسرعة من شدة القلق الذي باغتني.
لن أخذل رانيا وماهر وقت حاجتهم لي. وطول هذه المدة لم أستطع منع نفسي من الندم على عدم سؤال رانيا عن ذلك المعتوه في الحانة. فقد أدركت أنه ربما لحق بنا تلك الليلة لمعرفة مكان سكنها وأراد أن يؤذيها. كان ينبغي لي أن أنتبه أكثر. لن أغفر لنفسي إن حدث لها مكروه.
ترجلت من مركبتي ممسكًا عصاة أحضرتها معي في حال حاجتي لها. صعدت السلالم بسرعة متأنية. فات وقت الندم وقد حان وقت التصرف.
كما قد خشيت، فقد كان الباب مغلقًا لكنه غير مقفل. لاحظت علامات اقتحام لأن قِطَعًا من الباب كانت ملقاة على الأرض.
فتحت الباب ببطء شديد لكي لا يصدر صريرًا مزعجًا، ولكن نبضات قلبي تسارعت وشعرت أن المبنى بأسره يسمعها.
عبرت صالة الجلوس وتوقفت عند الجدار قبل الباب الثالث على اليمين المؤدي لغرفة رانيا.
أطلت برأسي لكي أخطف نظرة سريعة، وما رأيته سيظل هاجسًا يراودني للأبد.
معظم القصص القصيرة هي عن شخصية رئيسية تفعل أو الشعور بشيء ما. عند كتابة القصة القصيرة من المهم أن تحدد الشخصية الشخصية السمات الشخصية والدافع الأساسي بطريقة سريعة ودقيقة، ومن ثم السماح لنص الأسد من القصة يكون عن القيام به. هذه بعض الاقتراحات. أجد موقعا جيدا للغاية نموذج لسيرة غيرية. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة يمكنك زيارة هذا الموقع.
ReplyDelete