Thursday, July 25, 2013

محاولة كتابة قصة قصيرة

تهيأ لي أنه يجب أن أخبركم بأنني أكرهه.

و هنا لا أقصد كراهية كمن يكره وضع الصلصة الحارة في طعامه، بل إنني أكرهه كره العمى. أكرهه كره المجاعات في أفريقيا. دمائي تغلي في الأوردة و الشرايين كبركان هائج يقرب من الثوران كلما أتذكر أنه موجود و يستنشق نفس الهواء الذي نتنفسه. إلا أن رئتيه العفنتين تدنس الهواء الذي نشمه.

وددت لو أجعله يشم شيء آخر.

إن هذا المخلوق يهدد أعز الناس إلى قلبي، و هذا ما يوقد الحقد الذي أحمله تجاهه
في قلبي. أراد أن يصيبني في مقتل، لكن لا يمكن أن أستلسلم له و لن أضحي بأحدٍ من أصحابي مهما نبح هذا الكلب.

في النهاية، المواجهة الحتمية ستكون بيني و بينه. سأموت قبل أن أدع هذا النغل ينتصر.

و بذلك، و أنا واقف خلف الباب الذي سيحدد مصيري و مصير أعزائي، ممسكاً بعصاة فتاكة، أخذت نفساً طويلاً  ثم فتحت الباب لأواجه قدري.




استقبلت مكالمة ذات ليلة. كنت على وشك النوم عندما رأيت النور يسطع من هاتفي الذي كان في وضع صامت. في العادة أتفادى المكالمات بعد منتصف الليل، لكن خالجني شعور بأن هذه المكالمة قد تكون مهمة. الإسم الوامض على الهاتف كان مألوف لي و تيقنت أنه لن يتصل إلا من أجل شيء مهم.

"ألو؟"

"آسف على الإتصال في هذا الوقت المتأخر، لكنني بحاجة إلى مساعدتك العاجلة."

كان صديقي ماهر على الطرف الآخر من المكالمة. سهرت معه للتو قبل ليلتين و معنا ثلة من أصدقائه و من ضمنهم عشيقته رانيا.

"مرحباً ماهر. مالخطب؟"

اضطر أن يغادر إلى بلدة على بعد أربع ساعات بالسيارة حيث يعيش أهله من أجل غرض عائلي طارئ.

"كنت على الهاتف مع رانيا عندما قالت أن أحد ما يطرق الباب و انفصلت المكالمة بعدها بثوان. حاولت الاتصال و ارسال رسائل قصيرة بلا جدوى."

تذكرت حينها أن رانيا لوحدها فكان بقية أفراد مجموعتنا على سفر و كنت معها في الحانة ليلة البارح.

"هل تمزح؟ ماذا عن زملائها في العمل؟"

"لا أملك أرقام هواتفهن."

كنا نحتسي الجعة عندما أثار انتباهها شخص ما. اهتزت يدها الضئيلة الممسكة بالكأس الباردة، محاولة قدر المستطاع أن تبدو هادئة بلا نجاح.

"حسناً سأذهب إلى شقتكم لأتفقد الأمر. أين أنت؟"

حاولت أن أسألها عمّا كان يضايقها لكنها تجنبت الحديث عن مشاعرها و لم أريد أن آضغط عليها.

"انه جعتك و لنمضي في طريقنا. أحس بوعكة مفاجئة" قالت قبل أن تتجه إلى دورة المياه.

أعدتها إلى منزلها من دون أن تبادر بما كان يشغل بالها.

"أنا في سيارتي عائد إلى الشقة. إذهب لترى ما الأمر فأنا قلق جداً."

اقشعر بدني و كأنما انتشر قلقه إليَّ من خلال سماعة الهاتف.

"اتصلت بدانيال و ايقظته من النوم و سيكون معك خلال ساعتين."

لم أكن أعرف إن كان ماهر يعرف عن ذلك الشخص المشبوه في الحانة أم لا و لم أكن أريد أن أزيد من قلقه.

"سأذهب الآن و سأتصل بك لاحقاً."

أنهيت المكالمة و أحسست بطاقة مفاجئة نتيجة حقنة أدرينالينية من القلق الذي شعرت به. أبدلت ملابسي بسرعة و ركضت نحو السيارة محاولاً  طرد جميع الأفكار المقيتة التي أحاطت بتفكيري كجيش كاسر لا مفر منه.

كل ما تمنيته هو أن أصل قبل فوات الأوان.



وصلت إلى موقف السيارات أمام البناية و ركنت مركبتي. حاولت أن أجمع كل طاقتي لأواجه ما لم أواجه مثله قط. خففت سرعة أنفاسي فقط كنت أستنشق الهواء بسرعة من شدة القلق الذي باغتني.

لن أخذل رانيا و ماهر في ساعة حاجتهم لمساعدتي. و طول هذه المدة لم استطع منع نفسي من الندم على عدم سؤال رانيا عن ذلك المعتوه في الحانة. فقد أدركت أنه ربما لحق بنا تلك الليلة لمعرفة مكان سكنها و أراد أن يؤذيها. كان ينبغي لي أن انتبه أكثر. لن أغفر لنفسي إن حدث لها مكروه.

ترجلت من على مركبتي ممسكاً بعصاة أحضرتها معي في حال حاجتي لها. صعدت السلالم بسرعة متأنية. فات وقت الندم و حان وقت التصرف.

كما قد خشيت، فقد كان الباب مغلق لكن غير مقفل. لاحظت علامات اقتحام لأن قطعاً من الباب ملقاة على الأرض.

فتحت الباب ببطء شديد لكي لا يصدر صريراً مزعجاً، و لكن نبضات قلبي تسارعت و أحسست أن صوتها مسموع من قبل المبنى بأكمله.

عبرت صالة الجلوس و توقفت عند الجدار قبل الباب الثالث على اليمين. غرفة رانيا.

أطليت برأسي لكي أخطف نظرة سريعة، و ما رأيته سيظل هاجساً يراودني للأبد.

1 comment:

  1. معظم القصص القصيرة هي عن شخصية رئيسية تفعل أو الشعور بشيء ما. عند كتابة القصة القصيرة من المهم أن تحدد الشخصية الشخصية السمات الشخصية والدافع الأساسي بطريقة سريعة ودقيقة، ومن ثم السماح لنص الأسد من القصة يكون عن القيام به. هذه بعض الاقتراحات. أجد موقعا جيدا للغاية نموذج لسيرة غيرية. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة يمكنك زيارة هذا الموقع.

    ReplyDelete