Tuesday, May 29, 2018

ما يجب أن تقولونه عندما يمزح أحد ما بشأن الاعتداءات الجنسية

ما يجب أن تقولونه عندما يمزح أحد ما بشأن الاعتداءات الجنسية

بقلم: لاني سِيلِنجر

٢٨ ديسمبر ٢٠١٧

رابط المقالة الأصلية
https://www.bustle.com/p/what–to–say–when–someone–jokes–about–sexual–assault–3343722


تحذير: هذه المقالة تتطرق إلى نقاش يسود حول الاعتداءات الجنسية وبها سرد لتفاصيل واقعات اغتصاب وقد يزعج هذا النقاش بعض القرّاء.


تعريف ثقافة الاغتصاب: أي مجتمع أو بيئة تؤدي مواقفها الاجتماعية السائدة إلى تطبيع الاعتداء الجنسي والإساءة الجنسية والاستهانة بهما.

خلال العام المنصرم، كان هناك حوار مطوّل عن تغيير الثقافة الرائجة: كيف نعلّم الرجال ذوي السلطة ألّا يتحرشوا جنسيًا بالذين يمتلكون سلطة عليهم وألّا يعتدوا عليهم جنسيًا؟ كيف لنا أن نوقف ثقافة الاغتصاب عند حدها؟ قد تبدو هذه "النكات" المزعومة من أقل القضايا أهميةً فيما يتعلق بثقافة الاغتصاب ولكن أول ما علينا أن نستنبطه هو ما يلزمنا قوله لِمن يمزح بشأن الاعتداءات الجنسية.

لا علاقة لهذه النكات بحسّكم الفكاهي، ولكنها حتمًا تتعلق بتطبيع فكرة الاعتداء الجنسي. فحينما يروي أحدهم نكاتًا تدور حول الاغتصاب، حول طغيان الرجال على النساء، أو حتى استحقاقهنّ الاغتصاب، ومن ثم لا ينبس أحد ببنت شفة للراوي أو يواجهونه، فهذه إشارة إلى أن هذا النوع من النكات مقبول.

حسنًا، إنّ نكات الاغتصاب أبعد ما يمكن عن حوادث العنف الجنسي الفعلية، ولكن فكروا في نكات الاغتصاب كأساس لهرم ثقافة الاغتصاب. إن نزعتم هذا الأساس إن خَلَقتم موقفًا تكون فيه نكات الاغتصاب غير مقبولة، بدلًا من خلْق موقف يشعر فيه الناجون من الاغتصاب بالإجبار على عض ألسنتهم والتحمل فقد تقل احتمالية توطيد جذور كل شيء آخر وازدهاره.

إنكم لا تعرفون احتمالية ضلوعكم في موقف يروي خلاله أحد ما نكتة تتناول الاغتصاب، ولذا فيجب أن تكونوا على أهبة الاستعداد. فيما يلي عدة طرقٍ للرد عليها، وتستطيعون اختيار الطريقة المناسبة لكم.

التمسوا تعاطف الراوي

ترجمة لتغريدة:
"عندما يُحَدَّق بكِ كقطعة لحم في السوق، وتُلاحَقين، ويلمسونك على متن الحافلة بانتظام، فهذا لا يُعتبر اغتصابًا، ولكن هكذا تعيش النساء."

"ليس فقط النساء، فذلك يحصل للرجال أيضًا. إن ذلك يعتمد على رغبة المغتصِب. ١/٤ من النساء تعرّضن للاغتصاب، ١/٦ من الرجال تعرّضوا للاغتصاب."

الاعتداء الجنسي في كل مكان. كذلك ضحاياه. تشير بعض التقديرات إلى أن امرأة من بين أربع نساء ورجل من بين ست رجال كانوا ضحية اعتداء جنسي، مما يعني أنه من المحتمل جدًا أن يشعر أي شخص على مسمع من تلك النكتة بالهزة الباردة لذاكرته عند سماعه لها. حتى وإن لم تكونوا أنفسكم ضحايا خصوصًا إن لم تكونوا أنفسكم ضحايا، لأنه سيسهل عليكم رفع أصواتكم ضدها إن كنتم مرتاحين لفعل ذلك، فتستطيعون إخبار "راوي" النكتة أنه ربما كان يتحدث على مسمع من ضحية.

إنها ليست مسألة مساحات آمنة وتحذيرات عاطفية. إن رواية نكتةٍ قد تترتب عليها آثارًا سلبيةً محتملة تجاه سامعٍ عرضيّ يُعَدُّ عدم مراعاة وقلة أدب. ربما قد لا يدرك المازح مدى تفشّي الاغتصاب، وقد تكونون من يذكّرونه بهذا الصدد.

تحليل النكتة

ترجمة لتغريدة:
"الليلة خدمتُ طاولةً رَوَت طيلة الليلة نكاتًا تطال الاغتصاب خلال المواعيد الغرامية.
النكات التي تتمحور حول الاغتصاب خلال المواعيد الغرامية ليست مضحكة.

الاغتصاب
ليس
مضحكًا.

كونوا أفضل من ذلك."

الجميع يعلم أن نكتة ما لن تكون مضحكة إن اضطررتم لشرحها. تستطيعون استخدام هذا النقطة لخدمة مصلحتكم بالنسبة لنكات الاغتصاب عن طريق إعادة شرح النكتة لراويها بكل بساطة.

قد تقولون: "أنا متأكد أنك لم تعنيها بهذا القصد، لكنك في الواقع رويتَ نكتةً عن امرأة تتعرض لاعتداء جنسي. إن أساس نكتتك يرتكز على فكرة أنه من المضحك أن يتغلب الرجال على النساء جسديًا. إنها جريمة نكراء ويمكن لتداعيات التعرض لاعتداء جنسي أن تستمر مع الضحية مدى الحياة."

فلتسترجعوا المسألة من وجهة نظر الرجال

ترجمة لتغريدة:
"إعلان خدمة عامة: نكات الاغتصاب تساهم في تفشّي ثقافةٍ تعمل على تطبيع الاغتصاب والتقليل من شأنه، لذا حتى لو لم يشعر أحد ما بالإهانة، فإنها لا تزال غير مقبولة."

إن هذه أفضل طريقة للرد على أي نكتة تلمِّح إلى أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع فيها الرجال حثّ النساء على ممارسة الجنس معهم هو عن طريق الاعتداء. النكات هذه لا تجرد النساء من إنسانيتهم ووكالتهم فحسب، بل أيضًا تلمِّح إلى أن جميع الرجال مغتصبون، أو على الأقل أن لدى جميع الرجال قابلية اللجوء إلى الاغتصاب إن رغبوا في امرأة لتلك الدرجة.

في مثل هذه الحالة، من الممكن أن تسألوا راوي النكتة إن كانت نظرته للرجال فعلًا بهذه السلبية. هل تعتقد حقًا أن الرجال لا يملكون إلّا القليل لتقديمه؟ هل يصعب عليهم حقًا استيعاب مبدأ التراضي؟

ولكن يجب عليكم توخي الحذر مع هذا الرد لأنكم لا تريدون أن تخطؤوا وتصبحوا من يروي نكات اغتصاب. امتنِعوا عن الرد عليه بنكتة تلمِّح بأن الاعتداء ربما هو خياره الوحيد.

ذكِّروهم بما يفعله الاغتصاب للناجين منه

ترجمة لتغريدة:
"إن لم تكن ناجيًا من الاغتصاب أو قد مرّت في ذهنك أفكار انتحارية، فلا تروِ أية نكات، لأنه لن يكون شيئًا ستضطر للتعامل معه."

التداعيات العاطفية للاغتصاب متفاوتة وبعيدة المدى، ومن المحتمل أن راوي النكتة لم يفكر فيها بتمعّن. يمكنكم تذكيرهم بوجود صلة وثيقة بين الاغتصاب والأفكار الانتحارية؛ أثبتت الدراسات العلمية أن الناجين من الاعتداءات الجنسية أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بكثير ممّن لم يتعرضوا للاعتداءات الجنسية.

قد يكون من غير المريح الحديث عن ذلك، ولكن هذا ما تحتاجه الثقافة تمامًا لكي تتغير. يجب على راوي النكتة أن يشعر بأنّ ما قاله غير لائق، بدلًا من أن تشعر ضحية سابقة بأنها ستضطر لأن تعيش أسوأ لحظة في حياتها مرة أخرى.

لاحظوا كيفية رواية نكات الاغتصاب

ترجمة لتغريدة:
"هل تفاجأتم بشأن لوي سي كيه؟ فيما يلي كل المرات التي قال لنا فيها إنه شخص مقيت. عندما يروي الكوميديون الذكور نكات اغتصابأو، لاعندما يقول لنا الكوميديون الذكور أن الاغتصاب شيء عادي، فأنصتوا لهم (سلسلة تغريدات):"

هذه المسألة تتعلق بالنقاش الحالي الآن خصوصًا، حيث يواجه الفنان الكوميدي لوي سي كيه مزاعم إساءات جنسية بعد سنوات من رواية نكات تتطرق بالضبط لما اتُّهِم بفعله. لا تنعتوا راوي النكتة بالمغتصب؛ بل تستطيعون الإشارة إلى حالات مثل هذه، أو أن تقولوا شيئًا مثل: "أنا أعلم أنك لا تعتقد بأن الاغتصاب شيء عادي، ولكن روايتك لنكتة اغتصاب تلمِّح إلى أنك تعتقد ذلك. نرجو أن تكون أكثر مراعاةً."

استخدموا الحقائق

ترجمة لتغريدة:
"إن اللغة هامة عند مناقشة العنف الجنسي."

إن الإحصائيات التي تتمحور حول الاغتصاب والاعتداءات الجنسية موجعة للقلب للغاية. على سبيل المثال، يتعرض شخص في أميركا للاعتداء الجنسي مرة كل ٩٨ ثانية في المتوسط فتستطيعون الإدلاء بهذه الإحصائية أمام راوي النكتة، وبكل بساطة تشيرون إلى مدى تكرار هذه الجريمة التي ذكرها.

كما تستطيعون الإشارة إلى أن الاعتداء الجنسي يصيب أكثر حالات الضغوط النفسية في ضحاياه، أكثر من أي نوعية أخرى من الجرائم العنيفة. احفظوا بعض الأرقام التي تستطيعون استخدامها كرد على مثل هذه النكات، لأنها قد تكون أيضًا معلومات لم يكن يعرفها الراوي.

عبِّروا عن عدم راحتكم

ترجمة لتغريدة:
"إنني لا أجد الأمر مضحكًا عندما تعتقد عائلتي أن رواية نكات الاغتصاب شيء عادي. إنني أشعر بعدم الراحة وبالضيق وشكرًا."

هذه الطريقة شخصية للغاية، فإن أردتم استخدامها فقط حول أشخاص تعرفونهم بشكل جيد، فلا بأس في ذلك. إن سمعتم نكتةً جعلتكم تشعرون بعدم الراحة، فبكل بساطة أخبروا الراوي بأنكم لا تشعرون بالراحة ولماذا تُشعرك النكتة بعدم الراحة. قد تواجهون ردة فعل دفاعية، ولكن في أفضل الأحوال، فمن الممكن أن تفتح الباب لنقاش قد يستفيد منه راوي النكتة على الأقل، إن لم يستفد كلاكما. إن كنتم ضحية اعتداء جنسي، فلا يجب عليكم إخبار راوي النكتة أنها تُشعركم بعدم الراحة إن لم ترغبوا في ذلك. لم ولن تكون عليكم أية مسؤولية في هذا الصدد.

حوِّلوها إلى موضوعٍ للنقاش

ترجمة لتغريدة:
"الكثير من الناس أخطأوا وساهموا في استمرار ثقافة الاغتصاب. تحملّوا المسؤولية بأنفسكم."

"لن تستطيعوا تغيير الماضي، لكنكم تستطيعون المضي قدمًا والاعتراف بأخطائكم وفعل ما بوسعكم لاستئصال ثقافة الاغتصاب."

بدلًا من أن تسمحوا للأشخاص بالضحك أو النظر جانبًا بشكل يعبر عن عدم ارتياحكم والمضي قدمًا، فلتشيروا إلى أن هذه النكتة تساهم في تفشّي ثقافة الاغتصاب وابدؤوا نقاشًا حول أهمية دحر هذه الثقافة. إن نجحتم في فعل ذلك، فقد يمضي الآخرون ببضع أدوات جديدة في ترسانتهم قد تساعدهم على اقتلاع تلك الثقافة.

ابتعدوا عن الموقف

ترجمة لتغريدة:
"من الواجب علينا مواجهة بُغض النساء وثقافة الاغتصاب عندما نراها في الرجال من حولنا. التغيير الملموس يتطلب رفع أصواتنا."

لو كُنّا في عالم أفضل من عالمنا، لشَعرنا جميعًا بأننا قادرون على رفع أصواتنا كلّما سمعنا شيئًا غير لائق يدور حول الاعتداء الجنسي. ولكن في هذا العالم، أحيانًا يصعب الأمر للغاية مهما كان السبب. إن كنتم لا تشعرون بالراحة نحو رفع أصواتكم بغض النظر عن السبب، فلا تكلّفوا على أنفسكم. إنها ليست غلطتكم. في هذه الحالة، أفضل ما قد تفعلونه هو التعبير عن امتعاضكم بطريقة أخرى على سبيل المثال، عن طريق الخروج من المحادثة. إن كان هناك مشارك واحد تثقون به على الأقل في تلك المحادثة، ربما تستطيعون أن تقولوا لهم لماذا غادرتم بعد ذلك. إن كنتم تشعرون بالراحة لقول شيء مثل: "لا أعتقد أن نكات الاغتصاب مضحكة" قبل رحيلكم، فإن مغادرتكم ستكون بمثابة علامة تعجب على تلك العبارة. عندما يشعر الضحايا بأنهم يتعرضون للإخراس، فإن الصمت جزء كبير من المشكلة، ولكن إن أوضحتم أن سبب مغادرتكم هو عدم الرغبة في المشاركة في محادثة تعمل على تطبيع الاعتداء الجنسي، فإن ذلك قد يكون جزءًا من الحل.


هناك دلالات على وجود ثقافة الاغتصاب في كل مكان، من نكات التحرش الجنسي الغبية في الأفلام إلى أخبارٍ عن فنانين كوميديين مرموقين يقللون من شأن العنف الجنسي. من السهل النظر إلى هذه القضية كمشكلة مستعصية، لكنها ليست كذلك على الإطلاق. من المؤكد أنه لا يزال هناك طريق طويل لنسلكه، لكنكم تستطيعون المساعدة في دعم هذه العملية عن طريق مواجهة نكات الاعتداء الجنسي عندما تشهدونها.

No comments:

Post a Comment