الأفكار المغلوطة بإتجاه المثليين:
لا يمكن مقارنة المثليين بالغلمانيين (من يشتهون الاطفال) أو من يمارسون جنس المحارم (مثل الذي يمارس الجنس مع والدته أو أخته) أو مع صناع و تجار المخدرات أو مع المغتصبين. العلاقات المثلية ليس فيها ضرر جسدي، نفسي أو اجتماعي. العلاقات المثلية فيها رضا بين طرفين بالغين. الجنس مع الاطفال ليس فيه رضا لأن الاطفال لا يستطيعون اعطاء الرضا لعدم بلوغهم الجسدي و العاطفي فهو استغلال. ممارسة الجنس المحارم فيه اذى نفسي حتى لو تم بالرضا لان الاطراف قد لا يستطيعون اقامة علاقات طبيعية مع غير المحارم و قد يسبب اذى نفسي دائم.
ليس هناك اذى للمجتمع لأن المثليين ليس عليهم حق مراعاة مشاعر أهاليهم و مجتماعتهم بما يضرهم و يمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية بمساواة مع الغيريين. عدم تقبل المجتمع للمثليين هي المشكلة و ليس العكس. و هناك الكثير من المثليين الذين لا يخبرون اهاليهم بالمثلية لانهم يخافون جرح مشاعرهم أو يظنون انهم يخالفون دينهم و انهم سيذهبون لجهنم ، النتيجة انهم قد لا يتقبلون انفسهم و يؤدي الامر الى الاكتئاب و تعاطي المخدرات و الانتحار خصوصاً في حالات المراهقين الذين يعانون من التنمر.
الدول المتقدمة، و ان كثير منها لم تعطي حقوق متساوية كاملة للمثليين، قد ازالت القوانين المجرمة لها اما بغرامة او اعدام او قتل. و السبب يعود لان جمعياتها الطبية و النفسية و العلمية قد صرحت بان المثلية ليست مرضاً يمكن علاجه و ليست اختياراً يمكن تغييره (فمن يريد أن يختار أن يكون مثلياً في مجتمع لا يعطيه حقوقه؟) و جميع الدول هذه سنت قوانين لحماية المثليين من الأذى أو الطرد من العمل أو المسكن أو التمييز. القوانين متفاوتة في هذه الدول فبضعها تسمح بالزواج و اخرى لا تسمح به. بعضها تسمح التبني و أخرى لا تسمح به. ففي بعض الولايات الامريكية مثلاً القانون في صالح المثليين و في ولايات أخرى القوانين ضدهم، لكن المسار متجه نحو تمرير حمايات أكثر و منها الزواج. حالياً ١٦ ولاية أمريكية و العاصمة شرعت الزواج. بينما في روسيا المثلية غير مجرمة، لكن البوح بمظاهر المثلية في الشارع (كالقبلات) جريمة.
من ناحية الامراض الجنسية و من ضمنها الايدز، فاللوم ليس على المثليين، و انما هو على الجنس الغير آمن الذي لا يستعمل فيه وقاية و هذا يطبق على المثليين و الغيريين و الممارسات الجنسية الغير آمنة عامة بدون عوازل، و على تعاطي المخدرات عن طريق الابر الملوثة.
العوائل و الاطفال.
يقول الكثيرين بأن وحدة العائلة ستهدم و أن الزوج المثلي لن يستطيع الانجاب او تربية اطفال. او يقولون بأن الام البديلة خيار غير صحي و يسبب خلل اجتماعي للمرأة او الطفل. ليس هناك اي دليل علمي على انعدام كفاءة الازواج المثليين على التربية و ليست هناك ادلة على تأثر اطفالهم سلبياً. و الام البديلة على علم أنها ستتنازل عن حقوقها تجاه الطفل بمجرد ولادته و تكون مستعدة. قل ما حدث أن رغبت بعودة طفلها لها. إن تأثر الاطفال فإنه بسبب تنمر المجتمع و ليس بسبب ذات العائلة المكونة من أبوين من نفس الجنس. هذه العوائل و طرق الانجاب تحدث كل يوم في الدول المتقدمة بلا مشاكل و بلا تأثر المجتمع. جميع الادعاءات بأن الاطفال سيتضررون نفسياً أو جسدياً هي محض افتراءات زائفة لا أساس لها.
الاديان و العلمانية
في أي دولة مدنية، يجب على الدين أن لا يتدخل في وضع القوانين. في المقابل، الكتب السماوية و الاحاديث النبوية يفسرها اغلبية رجال الدين من مسلمين و يهود و مسيحيين على انها تحرم المثلية. و لكن الحقيقة ان المسألة على خلاف لان اللغة لا تشرح النية او المعنى، و لذلك فسرتها اقليات مذهبية من تلك الاديان على ان المثلية ليست محرمة. نفس هذه المذاهب اليهودية و المسيحية تتقبل المثليين و تقيم طقوس الزواج لهم ايضاً. لكن اغلبية المفسرين قرروا تحريم المثلية، و الاقلية قررت العكس. و الاطار الوحيد الذي يسمح لهذه المذاهب بتزويج المثليين هو تحت نظام علماني يكفل حقوق الجميع و يسمح بانشاء مذاهب تقر المثلية تحت قوانين حرية الاديان. لن نحلم بظهور مذهب اسلامي يشرع المثلية في مكان مثل السعودية، حيث المذهب الوحيد المعترف فيه هو الوهابي. غير هذا، هناك الكثيرين من المتدينين المتقبلين للمثلية إما لأن تفسيرهم للمثلية على أنها حلال، أو لأنهم يعترفون بأن المثلية طبيعية حتى لو أن الدين يذمها.
الناس تستطيع الإيمان بما شاءت، و إن آمنت ببعض القوانين الدينية و تجاهل قوانين أخرى، لكن الإيمان و التدين اختيار على عكس المثلية.
الجنس
في النهاية الموضوع حتماً يدور حول الجنس. سواء جنس مثلي أم غيري، لا توجد شفافية حول الجنس كونه محرماً في الثقافة العربية و الإسلامية. لذلك الكثير من المدارس الحكومية تفصل بين الجنسين و تجرم جنس ما قبل الزواج أو ممارسة الجنس بين متزوجين و غير متزوجين. كل هذه الأشياء تعتبر انحرافات جنسية و كذلك أمور مثل الجنس الشرجي بين الغيريين. المشكلة أن انعدام الشفافية و انعدام التثقف في الجنس يؤدي إلى ممارسات و أفكار سلبية.
في العالم العربي، يقل الاهالي الذين يتحدثون مع اطفالهم عن الجنس عند بلوغهم، غالباً لأنهم يظنون الحديث عن الجنس عيب و لا يتم الا عند الاقبال على الزواج. في الدول المتقدمة يتم تعليم الجنس في المدرسة في سن مبكرة و الاهالي يعلمون اطفالهم في المنزل ايضاً. الممارسة الصحيحة تكمن في تعليم الاطفال عن ماهية الجنس و الاهم من ذلك كيفية التعامل مع الجنس الاخر (ان كان الطفل غيري) او مع نفس الجنس (ان كان مثلي) لكي لا ينظرون للطرف الاخر كمجرد سلعة او اداة جنس. بعد ذلك تعليم الممارسات الجنسية الصحية من وقاية و نظافة و الجواب على جميع تساؤلاتهم. لأن الخيار الاخر عادة يكمن في نبذ الجنس و تعييبه و إنما فقط يقولون لهم ان يبتعدوا عن الجنس و الجنس الاخر مما يولد الجهل و الكبت. و لا يتم ذكر المثلية عادة لأنها تعتبر منكر أعظم من الجنس و لأن الأهالي يجهلونها و لا يعرفون سوى ما يقوله مشايخهم و الاطباء و علماء النفس في المنطقة و الذين يدلون بمعلومات خاطئة خوفاً على وظائفهم و مكانتهم في المجتمع.
يجب أن أركز على نقطة المظاهر. المشكلة ليست في المظاهر نفسها، المشكلة في عدم تقبل المظاهر. لان في هذا عدم تقبل حريات الاخرين العامة و الخاصة.
المجتمعات المتحضرة لم تتطور الا بعد ان كسرت فكرة ان الجنس عيب او ان الجسد البشري عيب. انظروا الى المجتمعات من اليابان الى اوروبا الى الامريكتين. مرت هذه الشعوب بثورات سياسية و ثقافية اهمها الثورة الجنسية في نهاية الستينات.
قبل هذه الثورة، كانت الفكرة السائدة ان الرجل سائد على المرأة و ان كشف الجسد و لو قليلاً عيب و كانت المرأة (و لا تزال) تنال الويل اكثر من الرجل عندما تتحدى المجتمع. كانت توجد توقعات معينة من الجميع و من ضمنها رسميات كثيرة منها ان الناس كانت يجب أن تتأنق في لباسها بطريقة رسمية حتى عند زيارة الدوائر الحكومية. لكن هذه الحالة لا تزال توجد في بعض الدول العربية (في السعودية الذكور فوق عمر ١٢ يجب ان تؤخذ صور جوازات سفرهم بالثوب و الغترة و العقال و من يزور دائرة حكومية او حتى ادارة المرور يرفضون ادخاله ان لم يلبس ثوب).
و اهم جزئية في تلك الثورة كان انطلاق حركات حقوق المثليين كجزء من الثورة على السائد و على ما يريده المجتمع. بعدها تم ازالة المثلية من لوائح الامراض النفسية و ازالة تجريمها في كثير من هذه الدول.
يجب علينا الا نأبه بما هو اللائق و الغير لائق في نظرنا، لأن نظراتنا اصلاً متحيزة بسبب المجتمعات التي نشأنا فيها. فليلبس من يريد ما يريد و يتصرف بما يتصرف. هناك رجال مثليون يتصرفون بتحفظ و اخرون يتصرفون بغنج. لا فرق بين حقهما الاساسي في التعبير و هذا ليس شيء يجب أن يجرم أو يمنع لأن أفضل ممكن أن نعلمه لمجتمعنا هو حرية التعبير و عدم التعرض للتهديد و القتل و السجن بسببه.
طبعاً اساساً حتى الغيريين ليس لهم حقوق تعبير او جنس خارج اطار الزواج في معظم دولنا و لا يوجد حق التدين او عدمه او نقد الاديان، فهناك الكثير الذي يجب اصلاحه مع نشر فكرة تقبل المثليين.
كنت اقرأ قبل قليل ان منظمة المساواة في ولاية جورجيا الامريكية (و التي بها مدينة اطلنطا Atlanta) ستحاول ان تجمع ما بين ٣ الى ١٠ مليون دولار فقط لنشر الوعي عن المثلية. فهذه الولاية شعبها ضد زواج المثليين بنسبة ٦٠٪.
الفرق طبعاً ان المثلية ذاتها غير مجرمة و حرية التعبير و نشر الوعي عن قضية ما غير مجرمين. فكيف لنا ان نحقق هذا عندنا؟ على الاقل سبيل لتعريف الناس و لجعلهم يثقون في العلم و الطب و ليس في رجال الدين الذين يخبرونهم بحرمة المثلية.
لا يمكن مقارنة المثليين بالغلمانيين (من يشتهون الاطفال) أو من يمارسون جنس المحارم (مثل الذي يمارس الجنس مع والدته أو أخته) أو مع صناع و تجار المخدرات أو مع المغتصبين. العلاقات المثلية ليس فيها ضرر جسدي، نفسي أو اجتماعي. العلاقات المثلية فيها رضا بين طرفين بالغين. الجنس مع الاطفال ليس فيه رضا لأن الاطفال لا يستطيعون اعطاء الرضا لعدم بلوغهم الجسدي و العاطفي فهو استغلال. ممارسة الجنس المحارم فيه اذى نفسي حتى لو تم بالرضا لان الاطراف قد لا يستطيعون اقامة علاقات طبيعية مع غير المحارم و قد يسبب اذى نفسي دائم.
ليس هناك اذى للمجتمع لأن المثليين ليس عليهم حق مراعاة مشاعر أهاليهم و مجتماعتهم بما يضرهم و يمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية بمساواة مع الغيريين. عدم تقبل المجتمع للمثليين هي المشكلة و ليس العكس. و هناك الكثير من المثليين الذين لا يخبرون اهاليهم بالمثلية لانهم يخافون جرح مشاعرهم أو يظنون انهم يخالفون دينهم و انهم سيذهبون لجهنم ، النتيجة انهم قد لا يتقبلون انفسهم و يؤدي الامر الى الاكتئاب و تعاطي المخدرات و الانتحار خصوصاً في حالات المراهقين الذين يعانون من التنمر.
الدول المتقدمة، و ان كثير منها لم تعطي حقوق متساوية كاملة للمثليين، قد ازالت القوانين المجرمة لها اما بغرامة او اعدام او قتل. و السبب يعود لان جمعياتها الطبية و النفسية و العلمية قد صرحت بان المثلية ليست مرضاً يمكن علاجه و ليست اختياراً يمكن تغييره (فمن يريد أن يختار أن يكون مثلياً في مجتمع لا يعطيه حقوقه؟) و جميع الدول هذه سنت قوانين لحماية المثليين من الأذى أو الطرد من العمل أو المسكن أو التمييز. القوانين متفاوتة في هذه الدول فبضعها تسمح بالزواج و اخرى لا تسمح به. بعضها تسمح التبني و أخرى لا تسمح به. ففي بعض الولايات الامريكية مثلاً القانون في صالح المثليين و في ولايات أخرى القوانين ضدهم، لكن المسار متجه نحو تمرير حمايات أكثر و منها الزواج. حالياً ١٦ ولاية أمريكية و العاصمة شرعت الزواج. بينما في روسيا المثلية غير مجرمة، لكن البوح بمظاهر المثلية في الشارع (كالقبلات) جريمة.
من ناحية الامراض الجنسية و من ضمنها الايدز، فاللوم ليس على المثليين، و انما هو على الجنس الغير آمن الذي لا يستعمل فيه وقاية و هذا يطبق على المثليين و الغيريين و الممارسات الجنسية الغير آمنة عامة بدون عوازل، و على تعاطي المخدرات عن طريق الابر الملوثة.
العوائل و الاطفال.
يقول الكثيرين بأن وحدة العائلة ستهدم و أن الزوج المثلي لن يستطيع الانجاب او تربية اطفال. او يقولون بأن الام البديلة خيار غير صحي و يسبب خلل اجتماعي للمرأة او الطفل. ليس هناك اي دليل علمي على انعدام كفاءة الازواج المثليين على التربية و ليست هناك ادلة على تأثر اطفالهم سلبياً. و الام البديلة على علم أنها ستتنازل عن حقوقها تجاه الطفل بمجرد ولادته و تكون مستعدة. قل ما حدث أن رغبت بعودة طفلها لها. إن تأثر الاطفال فإنه بسبب تنمر المجتمع و ليس بسبب ذات العائلة المكونة من أبوين من نفس الجنس. هذه العوائل و طرق الانجاب تحدث كل يوم في الدول المتقدمة بلا مشاكل و بلا تأثر المجتمع. جميع الادعاءات بأن الاطفال سيتضررون نفسياً أو جسدياً هي محض افتراءات زائفة لا أساس لها.
الاديان و العلمانية
في أي دولة مدنية، يجب على الدين أن لا يتدخل في وضع القوانين. في المقابل، الكتب السماوية و الاحاديث النبوية يفسرها اغلبية رجال الدين من مسلمين و يهود و مسيحيين على انها تحرم المثلية. و لكن الحقيقة ان المسألة على خلاف لان اللغة لا تشرح النية او المعنى، و لذلك فسرتها اقليات مذهبية من تلك الاديان على ان المثلية ليست محرمة. نفس هذه المذاهب اليهودية و المسيحية تتقبل المثليين و تقيم طقوس الزواج لهم ايضاً. لكن اغلبية المفسرين قرروا تحريم المثلية، و الاقلية قررت العكس. و الاطار الوحيد الذي يسمح لهذه المذاهب بتزويج المثليين هو تحت نظام علماني يكفل حقوق الجميع و يسمح بانشاء مذاهب تقر المثلية تحت قوانين حرية الاديان. لن نحلم بظهور مذهب اسلامي يشرع المثلية في مكان مثل السعودية، حيث المذهب الوحيد المعترف فيه هو الوهابي. غير هذا، هناك الكثيرين من المتدينين المتقبلين للمثلية إما لأن تفسيرهم للمثلية على أنها حلال، أو لأنهم يعترفون بأن المثلية طبيعية حتى لو أن الدين يذمها.
الناس تستطيع الإيمان بما شاءت، و إن آمنت ببعض القوانين الدينية و تجاهل قوانين أخرى، لكن الإيمان و التدين اختيار على عكس المثلية.
الجنس
في النهاية الموضوع حتماً يدور حول الجنس. سواء جنس مثلي أم غيري، لا توجد شفافية حول الجنس كونه محرماً في الثقافة العربية و الإسلامية. لذلك الكثير من المدارس الحكومية تفصل بين الجنسين و تجرم جنس ما قبل الزواج أو ممارسة الجنس بين متزوجين و غير متزوجين. كل هذه الأشياء تعتبر انحرافات جنسية و كذلك أمور مثل الجنس الشرجي بين الغيريين. المشكلة أن انعدام الشفافية و انعدام التثقف في الجنس يؤدي إلى ممارسات و أفكار سلبية.
في العالم العربي، يقل الاهالي الذين يتحدثون مع اطفالهم عن الجنس عند بلوغهم، غالباً لأنهم يظنون الحديث عن الجنس عيب و لا يتم الا عند الاقبال على الزواج. في الدول المتقدمة يتم تعليم الجنس في المدرسة في سن مبكرة و الاهالي يعلمون اطفالهم في المنزل ايضاً. الممارسة الصحيحة تكمن في تعليم الاطفال عن ماهية الجنس و الاهم من ذلك كيفية التعامل مع الجنس الاخر (ان كان الطفل غيري) او مع نفس الجنس (ان كان مثلي) لكي لا ينظرون للطرف الاخر كمجرد سلعة او اداة جنس. بعد ذلك تعليم الممارسات الجنسية الصحية من وقاية و نظافة و الجواب على جميع تساؤلاتهم. لأن الخيار الاخر عادة يكمن في نبذ الجنس و تعييبه و إنما فقط يقولون لهم ان يبتعدوا عن الجنس و الجنس الاخر مما يولد الجهل و الكبت. و لا يتم ذكر المثلية عادة لأنها تعتبر منكر أعظم من الجنس و لأن الأهالي يجهلونها و لا يعرفون سوى ما يقوله مشايخهم و الاطباء و علماء النفس في المنطقة و الذين يدلون بمعلومات خاطئة خوفاً على وظائفهم و مكانتهم في المجتمع.
يجب أن أركز على نقطة المظاهر. المشكلة ليست في المظاهر نفسها، المشكلة في عدم تقبل المظاهر. لان في هذا عدم تقبل حريات الاخرين العامة و الخاصة.
المجتمعات المتحضرة لم تتطور الا بعد ان كسرت فكرة ان الجنس عيب او ان الجسد البشري عيب. انظروا الى المجتمعات من اليابان الى اوروبا الى الامريكتين. مرت هذه الشعوب بثورات سياسية و ثقافية اهمها الثورة الجنسية في نهاية الستينات.
قبل هذه الثورة، كانت الفكرة السائدة ان الرجل سائد على المرأة و ان كشف الجسد و لو قليلاً عيب و كانت المرأة (و لا تزال) تنال الويل اكثر من الرجل عندما تتحدى المجتمع. كانت توجد توقعات معينة من الجميع و من ضمنها رسميات كثيرة منها ان الناس كانت يجب أن تتأنق في لباسها بطريقة رسمية حتى عند زيارة الدوائر الحكومية. لكن هذه الحالة لا تزال توجد في بعض الدول العربية (في السعودية الذكور فوق عمر ١٢ يجب ان تؤخذ صور جوازات سفرهم بالثوب و الغترة و العقال و من يزور دائرة حكومية او حتى ادارة المرور يرفضون ادخاله ان لم يلبس ثوب).
و اهم جزئية في تلك الثورة كان انطلاق حركات حقوق المثليين كجزء من الثورة على السائد و على ما يريده المجتمع. بعدها تم ازالة المثلية من لوائح الامراض النفسية و ازالة تجريمها في كثير من هذه الدول.
يجب علينا الا نأبه بما هو اللائق و الغير لائق في نظرنا، لأن نظراتنا اصلاً متحيزة بسبب المجتمعات التي نشأنا فيها. فليلبس من يريد ما يريد و يتصرف بما يتصرف. هناك رجال مثليون يتصرفون بتحفظ و اخرون يتصرفون بغنج. لا فرق بين حقهما الاساسي في التعبير و هذا ليس شيء يجب أن يجرم أو يمنع لأن أفضل ممكن أن نعلمه لمجتمعنا هو حرية التعبير و عدم التعرض للتهديد و القتل و السجن بسببه.
طبعاً اساساً حتى الغيريين ليس لهم حقوق تعبير او جنس خارج اطار الزواج في معظم دولنا و لا يوجد حق التدين او عدمه او نقد الاديان، فهناك الكثير الذي يجب اصلاحه مع نشر فكرة تقبل المثليين.
كنت اقرأ قبل قليل ان منظمة المساواة في ولاية جورجيا الامريكية (و التي بها مدينة اطلنطا Atlanta) ستحاول ان تجمع ما بين ٣ الى ١٠ مليون دولار فقط لنشر الوعي عن المثلية. فهذه الولاية شعبها ضد زواج المثليين بنسبة ٦٠٪.
الفرق طبعاً ان المثلية ذاتها غير مجرمة و حرية التعبير و نشر الوعي عن قضية ما غير مجرمين. فكيف لنا ان نحقق هذا عندنا؟ على الاقل سبيل لتعريف الناس و لجعلهم يثقون في العلم و الطب و ليس في رجال الدين الذين يخبرونهم بحرمة المثلية.
No comments:
Post a Comment